مغامرات الصيف

أصدقاء وصديقات،
 
أثناء دراستي في مونتريال تصادفت مع انتقال أهلي للعيش في كندا، كنا مع بداية كلّ صيف ننتظر شهر حزيران بلهفة بعد أشهر طويلة من الزمهرير الشتوي. مع قدوم حزيران يتمدد الطقس الجميل وسخاء الصيف أيام طويلة مشمسة، حيث تتفتّح الأزهار وتبرز الأعشاب بكثافة فتبدو وكأنها استيقظت من نوم عميق وأصبحت مستعدة لأشعة النور وهي تغمر أوراقها.
 
 يبقى حزيران يمثّل الأمل وبدء المغامرات فهو بداية جديدة مع تحول الفصول. نتذكر أن دورة الحياة لا تتوقف رغم ما يمرّ به الإنسان. هل هذا الشيء يوفر لكم راحة تنشدوها أو العكس؟
 
 حزيران معطاء وكريم بجمال الطبيعة الذي يقدمه لنا. فهو زاخر في خضاره وبحوره ووافر في أيامه الطويلة ولياليه القصيرة. يبقى السؤال هنا إذا كنّا نملك القدرة أن نطبق نفس الكرم تجاه أنفسنا؟ هل نستطيع أن نرى هذا الفعل البسيط كقوة وحبٍّ للذات؟
 
ما هي خططكم وطموحاتكم لهذا الموسم؟ ربّما المزيد من القراءة؟ أو تمضية وقت مع الطبيعة؟
 
 بالنسبة لي أريد أن أفعل كلاهما. كما أن النبات معجزة التربة فالشعر فن إعجازي ومعجزة في نفس الوقت. ليس لدينا دفاع عن لغة تنبت من القلب والروح. وهذه القدرة داخل كل واحد منّا لأننا ترعرعنا نسمع الكلمات واللغة. تعلمنا منذ صغرنا قوتهما وتنظيمهما في جمل. ربماّ هذا الشيء يستوجب الطفل أن يتعلم الرسم ليصبح فنّاناً أو يتعلم العزف على آلة موسيقية لكن قبل أن يخلق يكون قادراً أن يسمع الكلام وتكوين الجمل.
 
نحسّ بشيء داخلنا عندما نتكلم فالكلام متصل بالعواطف بطريقة حميمة. ليس كلنا قادر أن يفصل العواطف عن الأحاديث. فكيف نستطيع أن نعيش بعيداً عن الشعر وهو جزء منّا؟ من خلال القصائد يمكن أن ننطق بأشياء ربما نعتبرها لا تنطق ولا تقال.
 
عندما أكون في خضمّ الحديث مع الشعر أشعر كأن العالم الداخلي والخارجي هما واحد يتموجان في نفس البحر ولا يوجد شرخ بينهما. متى تشعرون هذا الشعور بحياتكم؟
 
ما هو الشيء الذي تعملون عليه لتنمي هذا الإحساس؟ مجموعات من الحضارات والثقافات ينظرون إلى الشعر كسكون وراحة من الضغوطات اليومية. كذلك الشاعر المشهور الخبز أرزي أو الخبزرري وهو نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون البصري أبو القاسم شاعر غزل عباسي توفي ٩٣٩م. كان أمياً يخبز الخبز في حانوته وينظم أشعاره في الغزل فيتجمعون الناس حوله ليستمعون له. وهو مثل ليس بالضرورة أن يكون الإنسان متعلماً لكي يكون مثقّفاً أو شاعراً.
 
هذه قصيدة من قصائده الذي يربط حبّه لامرأة بالنورس:
leh 077
جمال عينيك عطّل النرجس
 حتى تقاضى ودار في المجلس
أبصر عينيك فانثني خجلاً
فهو لفرط الحياء قد نكّس
لو استطاع الكلام لقال كذا
كان ولكن لسانه أخرس
الخبز أرزي

شكرا لكم على الاشتراك في رسالتي الإخبارية.  إذا كنتم قد استمتعتم بقراءتها، أرحب بكم لمشاركتها مع أي شخص قد يرغب الانضمام إلينا.