نرحب بالنشرة الإخبارية

الأصدقاء والصديقات،

لوقت طويل كنت أفكر برسالة إخبارية. أَردتُ منصة مشتركة لشيء قريب إلى قلبي كوني أنظم الشعر وأعشق الكتابة. وقد ترددت، قلِقةٌ أن الرسالة ستأخذ من وقت الكتابة الثمين لدي. لمّا بدأت، أدركت أن هذا شيئاً سيُغني كتابتي الأدبية وأيضاً حياتي. وإن كانت بإمكانها أن تفعل ذلك لي عندها ستفعل ذلك للآخرين.

أَوَدُ أن أقدم لكم لمحة عن العالم العربي من خلال المزج والتواصل مع الأخرين: كُتّاب وشعراء عرب وجنسيات أخرى أيضاً كلهم مجتمعون بحبهم للُغة وغِنى الحضارة.

كما نحتفل في بداية العام الجديد، نحتفل أيضاَ بعيد ميلاد أدونيس. يتم عامه ٩٣ اليوم. البكر بين ستة أطفال، ولد علي أحمد إسبر لعائلة تعمل بالزراعة في قرية قصابين في سوريا. بالرغم من عدم قدرتهم على تحمل تكاليف التعليم الرسمي، علّمه والده قراءة الشعر وحفظه. تمكن من دخول المدرسة في سن الرابعة عشربعد أن ألقى قصيدة أثناء زيارة الرئيس السوري لبلدة مجاورة وعندها وافق الرئيس على طلبه.  في أواخر سن المراهقة، بدأ الكتابة تحت إسم أدونيس، إله الجمال اليوناني والرغبة.

لن تستطيع رسالة إخبارية واحدة تغطية عمق وأهمية أعمال أدونيس الرائدة ومساهمته في عالم الشعر والثقافة والفلسفة. طوال حياته المهنية، شارك في تأسيس مجلتين أدبيتين ونشر مجموعات عديدة من الشعر والكتب وفاز بالعديد من الجوائز واقترب من الفوز بجائزة نوبل للأداب.

كسرت كتاباته الهياكل الشعرية التقليدية واختبرت القياس والقافية والشعر. إنه يلجأ إلى التقاليد العربية والأساطير والنفي والتحول على سبيل المثال لبعض الموضوعات العملاقة التي يغطيها بطريقة دقيقة ويوفر بها حب الإستطلاع.

في وقت يتصارع العالم العربي مع تآمر الماضي لتشكيل حاضره ومستقبله، فهْم تاريخنا من خلال كتابات شاعر بمكانة أدونيس يمكن أن يساعدنا على فهم عمق التحديات التي نواجهها. كذللك من خلال شعره يمكننا إيجاد طريق في ضجيج يشهد كفاحنا ومثابرتنا. ويمكننا أن نفهم جمال الأجيال التي سبقتنا والأجيال التي ستلحق بنا.

عندما يفحص أدونيس الحالة البشرية فأنه يرشدنا بشكل جوهري للنظر في أسئلة أساسية حول من نحن كأفراد ومجتمع. شعره هو تذكير حيٌّ يتنفس، ويذكرنا أننا على علاقة مستمرة مع ذاتنا والعالم.
ماذا قد يأتي من البحث عن المعرفة من خلال كلمات شاعر؟

يمكن أن يكون هذا اليوم الذي يحتفل به الكثيرون حول العالم كبداية لشيء جديد، فرصة لاكتشاف أو إعادة اكتشاف هدفنا من خلال الشعر. هل نحن قادرون على استخدامه لإرشادنا بشكل أعمق إلى حقائقنا بحيث يكون مرساة لنا ونحن نتنقّل في حياتنا؟

أتخيّلُ أني غناءٌ
يتمّوج بين حنايا القَصَبُ.
أتمازج بالضَّوء في مخدع الشَّمس،
                  أو في خيام الشَّجر
أتخفّى
في ينابيع طوراً،
وطوراً، أهبط المنحدَرْ
نحو أغوارِ ما لا أراهُ.
  أول الجسد، آخر البحر، أدونيس (٢٠٠٣)

كل سنة وأنتم سالمين من عائلتي إلى عوائلكم.

يسعدني أن تنضموا لي، تشتركوا وترسلوا الرسالة لأشخاص أخرين ذو اهتمام أدبي.